في ليلة آسيوية لا تُنسى، سطر نادي الشارقة الإماراتي صفحة ذهبية في تاريخه، بعد أن تمكن من الفوز على ليون سيتي سايلرز السنغافوري بنتيجة 2-1، في نهائي دوري أبطال آسيا 2 لموسم 2024-2025، الذي أقيم على استاد بيشان في سنغافورة.
بداية متحفظة وأداء متوازن في الشوط الأول
دخل الفريقان المباراة بحذر شديد، وكانت الدقائق الأولى هادئة مع اعتماد الطرفين على التمركز والانضباط التكتيكي. الشارقة أحرز هدفًا مبكرًا عن طريق كايو لوكاس في الدقيقة 11، إلا أن الحكم ألغاه بداعي التسلل.
وفي الدقيقة 19، برز الحارس عادل الحوسني بتصديه الرائع لهجمة خطيرة من ليون، بينما استمر الشارقة في محاولاته وسدد كايو كرة عرضية سريعة لم يلحق بها فراس بالعربي، قبل أن يرد القائم الأيمن تسديدة خطيرة من ديوجو كوستا في الدقيقة 35، ليبقى الشوط الأول سلبيًا.
الشوط الثاني… ارتفاع الرتم وبداية الإثارة
تحسن أداء الفريقين في الشوط الثاني، وأتيحت فرص محققة للطرفين، خصوصًا من خلال التحركات النشيطة للاعبي الشارقة على الأطراف، في حين أضاع عثمان كمارا فرصة هدف برأسية مرّت بجوار المرمى.
في الدقيقة 71، سجل فراس بالعربي هدفًا للشارقة أُلغي بداعي التسلل، لكنه عاد بقوة وسجّل هدف التقدم بعد ثلاث دقائق فقط، مستغلًا كرة عرضية من خالد الظنحاني وضعها في الشباك بدقة.
تعادل درامي ثم لحظة تتويج تاريخية
دخلت المباراة مراحلها المجنونة بعد أن احتسب الحكم 11 دقيقة وقت بدل ضائع، حيث أدرك ليون التعادل عبر ماكسيم ليستيان في الدقيقة الأولى من الوقت المضاف بتسديدة قوية.
لكن الرد الإماراتي لم يتأخر، فبعد مرور 7 دقائق من الوقت بدل الضائع، تمكن ماركوس ميلوني من تسجيل هدف الفوز القاتل بطريقة رائعة، ليهدي فريقه اللقب الآسيوي الأول في تاريخه.
الشارقة يحقق المجد الآسيوي في ظهوره الأول
بهذا الإنجاز، يضيف الشارقة إنجازًا جديدًا للكرة الإماراتية، بعدما نجح في التتويج بلقب النسخة الأولى من البطولة بمسماها الجديد، مؤكدًا قدرته على المنافسة القارية والوقوف في وجه أندية القارة الصفراء، حتى على أرضها ووسط جماهيرها.
أداء رجولي وكفاءة فنية تُحسب للجهاز الفني
ظهر الفريق بتنظيم دفاعي وانضباط تكتيكي واضح، إضافة إلى قرارات فنية حاسمة من المدرب، الذي أدار اللقاء بذكاء كبير خاصة في الشوط الثاني ووقت الحسم، مما ساهم في تثبيت الأقدام وتحقيق الانتصار.
ليلة لا تنسى في ذاكرة جمهور الشارقة
انتهت المباراة، لكن الإنجاز سيظل محفورًا في ذاكرة عشاق “الملك” لسنوات. الشارقة لم يحقق فقط لقبًا قاريًا، بل أثبت أنه فريق يعرف طريق البطولات، ويملك المقومات الفنية والذهنية التي تؤهله للمزيد من الإنجازات في المستقبل.